اعتلاؤه
العرش للمرة الثانية وفتح القسطنطينيةالدولة العثمانية والدول والإمارات المحيطة بها عام
1450، أي قبل تربّع محمد الثاني على العرش بسنة
واحدة.
عاد السلطان مراد الثاني إلى
أدرنة، عاصمة ممالكه ليُجهز جيوشًا جديدة كافية لقمع
الثائر على الدولة، "اسكندر بك"، لكنه توفي في يوم
7 فبراير سنة
1451، الموافق في
5 محرم سنة
855هـ. وما أن وصلت أنباء وفاة السلطان إلى ابنه
محمد الثاني، حتى ركب فوراً وعاد إلى أدرنة حيث توّج سلطانا للمرة الثانية
في
19 فبراير من نفس العام،
[29] وأقام جنازة لوالده الراحل وأمر بنقل الجثمان إلى مدينة
بورصة لدفنه بها،
[30] وأمر بإرجاع الأميرة "مارا" الصربية إلى والدها، أمير الصرب المدعو "جورج
برنكوفيتش"، الذي زوّجها للسلطان مراد الثاني عندما أبرم معه معاهدة سلام
قرابة عام
1428.
[31][32]عندما تولى محمد الثاني الملك بعد أبيه لم يكن ب
آسيا الصغرى خارجًا عن
سلطانه إلا جزء من
بلاد القرمان ومدينة "
سينوب" و
مملكة طرابزون الروميّة. وصارت مملكة الروم الشرقية
قاصرة على مدينة
القسطنطينية وضواحيها. وكان إقليم "موره" مجزءاً
بين
البنادقة وعدّة إمارات صغيرة يحكمها بعض أعيان
الروم أو
الإفرنج الذين تخلفوا عن إخوانهم
بعد انتهاء
الحروب الصليبية، و
بلاد الأرنؤد وإيبيروس في حمى إسكندر بك سالف الذكر، و
بلاد البشناق المستقلة، و
الصرب التابعة للدولة العثمانية
تبعية سيادية، وما بقي من
شبه جزيرة البلقان كان داخلاً تحت سلطة الدولة كذلك.
[31] الإعداد
للفتحقلعة روملي حصار كما تبدو اليوم، كما يراها الناظر من مضيق البوسفور.
أخذ السلطان محمد الثاني، بعد وفاة والده، يستعد لتتميم فتح ما بقي من
بلاد البلقان ومدينة
القسطنطينية حتى تكون جميع أملاكه متصلة لا
يتخللها عدو مهاجم أو صديق منافق، فبذل بداية الأمر جهودًا عظيمة في تقوية
الجيش العثماني بالقوى البشرية حتى وصل تعداده إلى قرابة ربع مليون جندي،
وهذا عدد كبير مقارنة بجيوش الدول في تلك الفترة، كما عني عناية خاصة
بتدريب تلك الجموع على فنون القتال المختلفة وبمختلف أنواع الأسلحة التي
تؤهلهم للغزو الكبير المنتظر، كما أعتنى الفاتح بإعدادهم إعدادًا معنويًا
قويًا وغرس روح
الجهاد فيهم، وتذكيرهم بثناء
النبي محمد على الجيش الذي يفتح القسطنطينية وعسى أن يكونوا هم
الجيش المقصود بذلك، مما أعطاهم قوة معنوية وشجاعة منقطعة النظير، كما كان
لانتشار العلماء بين الجنود أثر كبير في تقوية عزائمهم.
[31]أراد السلطان، قبل أن يتعرض لفتح القسطنطينية أن يُحصّن
مضيق البوسفور حتى لا يأتي
لها مدد من مملكة طرابزون، وذلك بأن يُقيم قلعة على شاطئ المضيق في أضيق
نقطة من الجانب الأوروبي منه مقابل القلعة التي أسست في عهد السلطان بايزيد
في البر الآسيوي.
[33] ولمّا بلغ
إمبراطور الروم هذا الخبر أرسل إلى
السلطان سفيرًا يعرض عليه دفع
الجزية التي يُقررها،
[31] فرفض الفاتح طلبه وأصر على البناء لما يعلمه من أهمية عسكرية لهذا الموقع،
حتى اكتملت
قلعة عالية ومحصنة، وصل ارتفاعها إلى 82 مترًا، وأطلق
عليها اسم "
قلعة روملي حصار"
(ب
التركية: Rumeli Hisarı)، وأصبحت القلعتان
متقابلتين، ولا يفصل بينهما سوى 660 مترًا، تتحكمان في عبور السفن من شرقي
البوسفور إلى غربه وتستطيع نيران
مدافعهما منع أية
سفينة من الوصول إلى
القسطنطينية من المناطق التي تقع شرقها مثل مملكة
طرابزون وغيرها من الأماكن التي تستطيع دعم المدينة عند الحاجة.
[33] كما فرض السلطان رسومًا على كل سفينة تمر في مجال المدافع العثمانية
المنصوبة في القلعة، وكان أن رفضت إحدى سفن
البندقية أن تتوقف بعد أن أعطى العثمانيون لها عدداً
من الإشارات، فتمّ إغراقها بطلقة مدفعية واحدة فقط.
[34]مدفع سلطاني عثماني مماثل للمدفع الذي استخدم عند حصار القسطنطينية. تمّ صب
هذا المدفع عام
1464، وهو الآن موجود في متحف الترسانة الملكية
البريطانية.
اعتنى السلطان عناية خاصة بجمع
الأسلحة اللازمة
لفتح القسطنطينية، ومن أهمها
المدافع، التي أخذت اهتمامًا خاصًا منه حيث أحضر مهندسًا
مجريًا يدعى "أوربان" كان بارعًا في صناعة المدافع، فأحسن استقباله ووفر له
جميع الإمكانيات المالية والمادية والبشرية. تمكن هذا المهندس من تصميم
وتصنيع العديد من المدافع الضخمة كان على رأسها "المدفع السلطاني" المشهور،
والذي ذكر أن وزنه كان يصل إلى مئات
الأطنان وأنه يحتاج إلى مئات
الثيران القوية لتحريكه، وقد أشرف السلطان بنفسه
على صناعة هذه المدافع وتجريبها.
[35]ويُضاف إلى هذا الاستعداد ما بذله الفاتح من عناية خاصة
بالأسطول العثماني؛ حيث عمل على تقويته وتزويده بالسفن
المختلفة ليكون مؤهلاً للقيام بدوره في الهجوم على القسطنطينية، تلك
المدينة البحرية التي لا يكمل حصارها دون وجود قوة بحرية تقوم بهذه المهمة
وقد ذُكر أن السفن التي أعدت لهذا الأمر بلغت أكثر من أربعمائة سفينة،
[36] بينما قال آخرون أن هذا الرقم مبالغ فيه وأن عدد السفن كان أقل من ذلك،
حيث بلغت مائة وثمانين سفينة في الواقع.
[31]عقد
معاهداتعمل الفاتح قبل هجومه على القسطنطينية على عقد معاهدات مع أعدائه
المختلفين ليتفرغ لعدو واحد، فعقد معاهدة مع إمارة غلطة المجاورة
للقسطنطينية من الشرق ويفصل بينهما
مضيق القرن الذهبي، كما عقد معاهدات مع
جنوة و
البندقية وهما من الإمارات الأوروبية المجاورة، ولكن
هذه المعاهدات لم تصمد حينما بدأ الهجوم الفعلي على القسطنطينية، حيث وصلت
قوات من تلك المدن وغيرها للمشاركة في الدفاع عن المدينة.
[37]في هذه الأثناء التي كان السلطان يعد العدة فيها للفتح، استمات
الإمبراطور البيزنطي في محاولاته لثنيه عن هدفه، بتقديم الأموال والهدايا
المختلفة إليه، وبمحاولة رشوة بعض مستشاريه ليؤثروا على قراره،
[38] ولكن السلطان كان عازمًا على تنفيذ مخططه ولم تثنه هذه الأمور عن هدفه،
ولما رأى الإمبراطور البيزنطي شدة عزيمة السلطان على تنفيذ هدفه عمد إلى
طلب المساعدات من مختلف
الدول و
المدن الأوروبية وعلى رأسها
البابا زعيم
المذهب الكاثوليكي، في الوقت الذي كانت فيه كنائس
الدولة البيزنطية وعلى رأسها القسطنطينية تابعة
للكنيسة الأرثوذكسية وكان
بينهما عداء شديد، وقد اضطر الإمبراطور لمجاملة البابا بأن يتقرب إليه
ويظهر له استعداده للعمل على توحيد الكنيستين الشرقية والغربية،
[39] في الوقت الذي لم يكن الأرثوذكس يرغبون في ذلك. قام البابا بناءً على ذلك
بإرسال مندوب منه إلى القسطنطينية، خطب في
كنيسة آيا صوفيا ودعا للبابا وأعلن توحيد الكنيستين، مما
أغضب جمهور الأرثوذكس في المدينة، وجعلهم يقومون بحركة مضادة لهذا العمل
الإمبراطوري الكاثوليكي المشترك، حتى قال بعض زعماء الأرثوذكس: "إنني أفضل
أن أشاهد في ديار البيزنط عمائم
الترك على أن أشاهد
القبعة اللاتينية".
[40]الهجوم
والغزو مقال تفصيلي :
فتح القسطنطينيةمحمد الفاتح يقود جيش
المسلمين في حصار القسطنطينية.
سعى السلطان، بعد كل هذه الاستعدادات، في إيجاد سبب لفتح باب
الحرب،
ولم يلبث أن وجد هذا السبب بتعدي
الجنود العثمانيين على بعض قرى
الروم ودفاع هؤلاء عن أنفسهم، حيث قُتل البعض من الفريقين.
[31] عمل السلطان على تمهيد الطريق بين
أدرنة و
القسطنطينية لكي تكون صالحة لجر المدافع العملاقة
خلالها إلى القسطنطينية، وقد تحركت المدافع من أدرنة إلى قرب القسطنطينية،
في مدة شهرين حيث تمت حمايتها بقسم الجيش حتى وصلت الأجناد العثمانية
يقودها الفاتح بنفسه إلى مشارف القسطنطينية في يوم الخميس
6 أبريل،
1453 م، الموافق
26 ربيع الأول،
857 هـ، فجمع الجند وكانوا قرابة مائتين وخمسين
ألف جندي أي ربع مليون،
[41] فخطب فيهم خطبة قوية حثهم فيها على
الجهاد وطلب النصر أو الشهادة، وذكّرهم فيها بالتضحية
وصدق القتال عند اللقاء، وقرأ عليهم
الآيات القرآنية التي تحث على ذلك،
كما ذكر لهم
الأحاديث النبوية التي تبشر بفتح القسطنطينية وفضل
الجيش الفاتح لها وأميره، وما في فتحها من عز
للإسلام و
المسلمين، وقد بادر الجيش
بالتهليل والتكبير والدعاء.
[42][43]وبهذا ضرب السلطان الحصار على المدينة بجنوده من ناحية البر، وبأسطوله
من ناحية البحر، وأقام حول المدينة أربع عشرة
بطارية مدفعية وضع بها المدافع الجسيمة التي
صنعها "أوربان" والتي قيل بأنها كانت تقذف كرات من
الحجارة زنة كل واحدة منها اثنا عشر
قنطارًا إلى مسافة
ميل،
إلا أن المؤرخين المعاصرين يقولون أن هذا الرقم مبالغ فيه بوضوح، فإنه ولو
وُجد في ذلك الزمان آلة تستطيع أن تقذف هذا
الوزن الكبير، فإنه لا يوجد أناس قادرين على رفع هذا الوزن ليضعوه في المدفع،
فالقنطار يساوي 250
كيلوغراما، فوزن القذيفة على هذا الاعتبار يكون 3000
كيلوغراما، وبالتالي فلعلّ المقصود كان 12
رطلا وليس قنطارا.
[31] وفي أثناء الحصار اكتُشف
قبر "
أبي أيوب الأنصاري"
الذي استشهد حين حاصر القسطنطينية في سنة
52 هـ في خلافة
معاوية بن أبي سفيان الأموي.
[44]خريطة تُظهر سور القسطنطينية وميناءها.
وفي هذا الوقت كان البيزنطيين قد قاموا بسد مداخل
ميناء القسطنطينية
بسلاسل حديدية غليظة حالت بين السفن العثمانية والوصول إلى
القرن الذهبي، بل دمرت كل سفينة حاولت الدنو
والاقتراب.
[39] إلا أن الأسطول العثماني نجح على الرغم من ذلك في الاستيلاء على جزر
الأمراء في
بحر مرمرة.
[45] استنجد
الإمبراطور قسطنطين، آخر ملوك
الروم،
بأوروبا، فلبّى طلبه أهالي
جنوة وأرسلوا له إمدادات مكونة من خمس سفن وكان يقودها
القائد الجنوي "جوستنياني" يُرافقه سبعمائة مقاتل متطوع من دول أوروبية
متعددة، فأتى هذا القائد بمراكبه وأراد الدخول إلى ميناء القسطنطينية،
فاعترضته السفن العثمانية ونشبت بينهما معركة هائلة في يوم
21 أبريل،
1453 م، الموافق يوم
11 ربيع الثاني،
857 هـ، انتهت بفوز جوستنياني ودخوله الميناء بعد
أن رفع المحاصرون السلاسل الحديدية ثم أعادوها بعد مرور السفن الأوروبية
كما كانت.
[46] حاولت القوات البحرية العثمانية تخطي السلاسل الضخمة التي تتحكم في مدخل
القرن الذهبي والوصول بالسفن الإسلامية إليه، وأطلقوا
سهامهم على السفن الأوروبية والبيزنطية ولكنهم فشلوا في تحقيق مرادهم في البداية،
فارتفعت بهذا الروح المعنوية للمدافعين عن المدينة.
[47] بعد هذا الأمر، أخذ السلطان يُفكر في طريقة لدخول مراكبه إلى ال
ميناء لإتمام الحصار برّاً وبحراً، فخطر بباله فكر غريب،
وهو أن ينقل المراكب على البر ليجتازوا السلاسل الموضوعة لمنعها، وتمّ هذا
الأمر المستغرب بأن مهدت الأرض وسويت في ساعات قليلة وأتي بألواح من
الخشب دهنت
بالزيت وال
شحم، ثم وضعت على الطريق الممهد
بطريقة يسهل بها انزلاج السفن وجرها،
[48] وبهذه الكيفية أمكن نقل نحو سبعين سفينة وإنزالها في
القرن الذهبي على حين غفلة من البيزنطيين.
[13]قسطنطين الحادي عشر، آخر أباطرة
الدولة البيزنطية، حكم
في الفترة الممتدة من
6 يناير 1449 إلى
29 مايو 1453.
السلطان محمد الثاني يدخل إلى القسطنطينية، بريشة "فوستو زونارو".
استيقظ أهل المدينة صباح يوم
22 أبريل وفوجئوا بالسفن
العثمانية وهي تسيطر على ذلك المعبر المائي، ولم يعد هناك حاجز مائي بين
المدافعين عن القسطنطينية وبين الجنود العثمانيين،
[13][49] ولقد عبّر أحد المؤرخين البيزنطيين عن عجبهم من هذا العمل فقال: "
ما
رأينا ولا سمعنا من قبل بمثل هذا الشيء الخارق، محمد الفاتح يحول الأرض إلى بحار
وتعبر سفنه فوق قمم الجبال
بدلاً من الأمواج، لقد فاق محمد الثاني بهذا العمل الأسكندر الأكبر".
[50] أيقن المحاصرون عند هذا أن لا مناص من نصر العثمانيين عليهم، لكن لم تخمد
عزائمهم بل ازدادوا إقداماً وصمموا على الدفاع عن مدينتهم حتى الممات. وفي
يوم
24 مايو سنة
1453م، الموافق
15 جمادى الأولى سنة
857هـ، أرسل السلطان محمد إلى الإمبراطور قسطنطين
رسالة دعاه فيها إلى تسليم المدينة دون إراقة
دماء،
وعرض عليه تأمين خروجه وعائلته وأعوانه وكل من يرغب من سكان المدينة إلى
حيث يشاؤون بأمان،
[51] وأن تحقن دماء الناس في المدينة ولا يتعرضوا لأي أذى وأعطاهم الخيار
بالبقاء في المدينة أو الرحيل عنها، ولما وصلت الرسالة إلى الإمبراطور جمع
المستشارين وعرض عليهم الأمر، فمال بعضهم إلى التسليم وأصر آخرون على
استمرار الدفاع عن المدينة حتى الموت، فمال الامبراطور إلى رأي القائلين
بالقتال حتى آخر لحظة، فرد الامبراطور رسول الفاتح برسالة قال فيها إنه
يشكر
الله إذ جنح السلطان إلى
السلم وأنه يرضى أن يدفع له الجزية أما
القسطنطينية فإنه أقسم أن يدافع عنها إلى آخر نفس
في حياته فإما أن يحفظ عرشه أو يُدفن تحت أسوارها،
[52] فلما وصلت الرسالة إلى الفاتح قال: "
حسناً عن قريب سيكون لي في
القسطنطينية عرش أو يكون لي فيها قبر".
[53]السلطان محمد الثاني مع البطريرك جورجيوس سكولاريوس.
عند الساعة الواحدة صباحاً من يوم الثلاثاء
29 مايو،
1453م، الموافق
20 جمادى الأولى سنة
857 هـ بدأ الهجوم العام على
المدينة، فهجم مائة وخمسون ألف جندي وتسلقوا الأسوار حتى
دخلوا المدينة من كل فج وأعملوا
السيف فيمن عارضهم واحتلوا المدينة شيئًا فشيئًا إلى أن سقطت بأيديهم، بعد 53
يومًا من الحصار.
[34] أما
الإمبراطور قسطنطين فقاتل حتى مات في
الدفاع عن وطنه كما وعد، ولم يهرب أو يتخاذل.
[54][55] ثم دخل السلطان المدينة عند الظهر فوجد الجنود مشتغلة
بالسلب والنهب وغيره، فأصدر أمره بمنع كل اعتداء، فساد
الأمن حالاً. ثم توجه إلى
كنيسة آيا صوفيا وقد اجتمع فيها خلق كبير من الناس ومعهم
القسس والرهبان الذين كانوا يتلون عليهم
صلواتهم وأدعيتهم، وعندما اقترب من أبوابها خاف
المسيحيون داخلها خوفاً عظيماً، وقام أحد الرهبان
بفتح الأبواب له فطلب من الراهب تهدئة الناس وطمأنتهم والعودة إلى بيوتهم
بأمان، فأطمأن الناس وكان بعض الرهبان مختبئين في سراديب الكنيسة فلما رأوا
تسامح الفاتح وعفوه خرجوا وأعلنوا إسلامهم، وقد أمر الفاتح بعد ذلك بأن
يؤذن في الكنيسة
بالصلاة إعلانًا بجعلها
مسجدًا.
[54][55] وقد أعطى السلطان للنصارى حرية إقامة الشعائر الدينية واختيار رؤسائهم
الدينين الذين لهم حق الحكم في النظر بالقضايا المدنية، كما أعطى هذا الحق
لرجال الكنيسة في الأقاليم الأخرى ولكنه في الوقت نفسه فرض الجزية على
الجميع.
[56] ثم قام بجمع رجال الدين المسيحيين لينتخبوا
بطريركًا لهم، فاختاروا "جورجيوس كورتيسيوس سكولاريوس"
(
باليونانية:Γεώργιος Κουρτέσιος Σχολάριος)،
وأعطاهم نصف الكنائس الموجودة في المدينة، أما النصف الأخر فجعله جوامع
للمسلمين.
[54] وبتمام فتح المدينة، نقل السلطان محمد مركز العاصمة إليها، وسُميت "
إسلامبول"، أي "تخت الإسلام" أو "مدينة الإسلام".
[