التوازن العسكري بين مصر واسرائيل-6

هناك نقطة هـامة جداً يجب دراستها ومناقشتها قبل الدعيب فى
الاجزاء الاخرى وذلك نظراً لأهميتها الشديدة لجميع افرع القوات المسلحة
وقوات الدفاع الجوى بصفة خاصة ألا وهى :

محاولة
الكيان الصهيونى تحقيق السيادة الجوية

وهى
استراتيجيتةالمتبعة دائما فى بداية اية حرب بينه وبين الدول العربية وتتم
عن طريق الوسائل التالية :

*** الوسيلة
الاولى :-

توجيه ضربة جوية للمطارات
والقواعد الجوية للدول العربية وذلك فى بداية الحرب كى يخرج القوات الجوية
العربية من المعركة مبكراً ويستطيع بذلك تحقيق السيادة الجوية كما حدث عام
1967 .

فهل يستطيع الكيان الصهيونى تكرار
ذلك الامر بالنسبة لمصر وبنفس النجاح ؟؟؟ مع العلم ان الكيان الصهيونى
يمتلك الوسائل الكافية (طائرات حديثة وبعيدة المدى وذخائر موجهة حديثة )
لتنفيذ مثل هذه الضربة ؟؟؟

هذا ما سأحاول
الاجابة عليه كالتالى :

**** الكيان
الصهيونى لا يستطيع تحقيق هذه النتيجة (تدمير الطيران المصرى وتحقيق
السيادة الجوية ) وذلك لأن مصر لديها وسائل كثيرة جداً للتصدى واحباط مثل
هذه الضربة الجوية منـها :

1- لكى ينجح
الطيران الصهيونى فى ضربته لابد له من تحقيق عامل هام جداً ألا وهو
(المفاجـــأة) ولكن تحقيق المفاجأة امر بالغ الصعوبة جداً وذلك لأن الجانب
المصرى لديه امكانيات كبيرة لاكتشاف الهجوم مثل رادارات الانذار المبكر
الارضية و المحمولة جواً واجهزة رصد واستشعار مختلفة لكشف الطائرات
الصهيونية على جميع الامدية والارتفاعات المختلفة وحتى داخل فلسطين المحتلة
وايضاً وسائل استطلاع جوى بالطائرات المأهولة والطائرات بدون طيار ووسائل
الاستطلاع الالكترونى والتنصت ناهيك عن المخابرات العسكرية وجواسيسها هذا
كله بالاضافة الى انه فى حالة الطوارىء يتم عمل دوريات جوية تقوم بها
الطائرات الاعتراضية وذلك على مدار الساعة حيث تشكل مظلة جوية لحماية
القواعد الجوية وسماء الدولة .

2- هناك
وسائل وامكانيات مصرية للتصدى لمثل هذه الضربة الجوية الصهيونية وهى نوعين :

الاولى : وسائل ايجابية :

وتشمل
الطائرات الاعتراضية ومنظومة الدفاع الجوى المصرية (صواريخ ومدفعية مضادة
للطائرات ) .

الثانية : وسائل سلبية :
وتشمل الكثير من الوسائل وهى كالتالى :
أ - كثرة عدد القواعد الجوية وانتشارها الكبير فى طول البلاد
وعرضها مما يجعل الهجوم عليها كلها فى وقت واحد امر بالغ الصعوبة .

ب – كبر حجم القاعدة الجوية او المطار الجوى وزيادة
مساحته و زيادة عدد ممرات الاقلاع والهبوط للطائرات يقلل من تأثير الضربة
الجوية ويقلل ايضاً الخسائر ويجعل امر تعطيل المطار عن العمل صعب جداً .

ج - ايواء وتحصين جميع الطائرات داخل دشم خرسانية
قوية وذات مناعة او مقاومة ضد القصف وذلك بعكس ما حدث عام 67 فلم توجد دشم
لحماية الطائرات وكانت الطائرات مكشوفة على الممرات .

د – الاخفاء والتمويه وهى طرق كثيرة منها طلاء الممرات بطلاء
مشابه للون الارض المحيطة بها او طلاءها بأشكال خادعة بصرياً توحى من بعد
انها ممرات مدمرة .

هـ - القدرة العالية
للاطقم الهندسية والفنية لاعادة المطار الى العمل وذلك فى زمن لا يتعدى بضع
ساعات .

*** الوسيلة الثانية :-

محاولة ما يسمى بالكبح الجوى (اسكات) لوسائل الدفاع
الجوى البرية المصرية او بمعنى آخر توجيه القوات الجوية الصهيونية ضربات
قوية للدفاع الجوى المصرى بهدف خللته واضعافه وفتح ثغرات فيه وذلك تمهيداً
لاحداث تدمير شديد له كما فعلوا مع الدفاع الجوى المصرى فى بداية حرب
الاستنزاف ومع الدفاع الجوى السورى عام 1982 .

فهل
يستطيع العدو فعل ذلك ؟؟؟

والاجابة
كالتالى :
الطيران الصهيونى يستطيع توجيه ضربات
للدفاع الجوى المصرى واحداث خسائر به ولكن لن يستطيع القضاء عليه او اخراجه
من الحرب او حتى تقليل كفاءته بنسبة كبيرة وذلك لأسباب كثيرة منها :

1- القوة الكبيرة والحجم الكثيف للدفاع الجوى المصري
ولوسائله الايجابية (صواريخ ومدفعية ) والانتشار الكبير لوحداته مما يجعل
مهمة الطيران الصهيونى اكثر صعوبة.

2-
التنسيق والتعاون الجيد بين الدفاع الجوى والقوات الجوية المصرية ضد القوات
الجوية المعادية .

3- وجود انظمة الدفاع
الجوى الثابتة داخل تحصينات ودشم خرسانية ولا يظهر منها الا الصواريخ
وهوائيات الرادارات مما يحميها من القصف .

4-
الانظمة المضادة للطائرات ذاتية الحركة لها قدرة حركية عالية على تغيير
مواقعها بسرعة والاختفاء عن الطيران الجوى .

5- الخداع والتمويه وذلك عن طريق انشاء اعداد كبيرة من مواقع
الدفاع الجوى الوهمية او الخداعية وذلك لامتصاص ضربات العدو والحفاظ على
المواقع الحقيقية سليمة .

6- الخبرة
العالية للدفاع الجوى المصرى فى مجال الحرب الالكترونية ومكافحة التشويش
ولديها الكثير من الوسائل لذلك سأذكر بعضها (لأن معظم وسائل الحرب
الالكترونية تعتبر من الاسرار الحربية لأية دولة وانا لا اعلمهابالطبع) :

1- تمتلك مصر انواع كثيرة من الرادارات
الروسيةوالامريكية والفرنسية والبريطانية وربما الصينية وهذاالتنوع الكبير
فى الرادارات يجعل امكانية التشويش عليها جميعاً امراً صعباً للغاية وربما
مستحيلاً (ولا يمكن ان يحدث مثل هذا التشويش الكاملالا فى حالة استخدام
القنابل النوويةحيث تعمل الاشعاعاتالصادرة منها على التشويش على الرادارات
وربما اتلافها) .

2- هناك وسائل تبادلية
تستخدمها قوات الدفاع الجوى فى حالة حدوثالتشويش على الرادارات مثل
الكاميراتالحرارية والاجهزة الكهروبصرية اوالالكتروبصرية واجهزة مقدرات
المدى بالليزر واجهزة الكشف السلبى RWR .

3-
القدرة والخبرة العالية فى عملية تضليل الصواريخ المضادة للاشعاع الرادارى
والمخصصة لتدمير الراداراتمثلما فعلت مصر مع صواريخ شرايك ومثلما فعل
العراق مع صواريخ هارم الامريكية الراكبة للاشعاع (مع انه كان يعانى من
الحصار) ويتم ذلك عن طريق اطفاء الرادار وبث اشعاع رادارى على نفس الموجه
بواسطة اجهزة معينة وذلك لجذب الصاروخ بعيداً عن الرادار الحقيقى .

4- القدرة على تضليل والتشويش على الصواريخ والقنابل
الموجهة (الذكية ) مثلاً الموجهة بالليزر يتم تضليلها بالدخان لأن الليزر
لا يخترق الدخان والموجهة بالاقمار الصناعية (جهاز GPS ) يتم بالشوشرة على
الاشارات اللاسلكية بينها وبين الاقمار الصناعية وذلك لتضليلها عن الهدف
والصواريخ الموجهة حرارياً يتم تضليلها بمصادر حرارية بعيدة عن الاهداف
الحقيقية وغير ذلك الكثير من الوسائل .

محطة رادار فوق منطقة محصنة

بطارية
صواريخ لحماية محطات الردار 44

شكرا لك

موضوع مميز

» التوازن العسكري بين مصر واسرائيل-3
» التوازن العسكري بين مصر واسرائيل-5
» التوازن العسكري بين مصر واسرائيل-2